مَبِيتُ "سلام" ... وتصريح "بوفاعور"

ما نشرته يومية "الجمهورية" اللبنانبة عن اعتزام دولة رئيس وزراء "الصدفة" اللبناني الأستاذ تمام سلام قضاء ليلته في المغرب اتقاء لأجوائنا غير "المعقمة" ، ولكنني لم أُعِر الخبر أي اهتمام لمعرفتي للبنان ساسة و سياسات ، و حمولة التصريحات، بالوكالة ، والإيعاز ، وما يُسميه أهلنا في بيروت "زواريب السياسة" التي تعني بالحسانية الفصحى "زرائب قطعان وكلاء النطاح السياسي " المأمورين من رُعاة وراء الزريبة.
ولأن دولة الرئيس من بيت عز أحد الآباء المؤسسين لعروبة و"استقلال "العشرة آلاف كيلومتر المرحوم صائب سلام ، و لأنه لا "يملك" من أمر مبيته في المغرب الشقيق و لا مقيله "المفلتر" في موريتانيا إلا ما "يمون" عليه من أعضاء "مجلس وزرائه"، فلن نلومه ولن نعتب عليه لأن "الصدفة" تأتي في العمر "بيضة ديك" واحدة "لا تتطابق مع المقاييس " و لن نفسد علينا لحظة الوفاء بتقاليدنا العريقة في إكرام الضيوف بمزاجٍ خَرِفٍ غارب.

ولكن " توضيح " الوزير الجنبلاطي (الجانبولادي) ، أبو فاعور، الذي نقلته قناة "الجديد"اللبنانية ، أمس ، بما فيه من نزق الطفولة و انعدام الرجولة وجهل أبجديات اللياقة و حقائق الأشياء، أثارني، حمية للبنان أولا ، قبل موريتانيا ، فعندما يتكلم وزير صحة يتحمل مسؤولية "تلوث نهر بأكمله (الليطاني) ويعيش بين جبال النفايات و يشارك في صفقات مطامرها ،بلْ و يختصم قادة إقطاعيات زعمائه القروسطيين على عمولات تجييرها لمصالح "أجنبية" معروفة هم وكلاؤها المعتمدون وكذلك يفعلون . فإن الصمت على وقاحته يصبح خيانة للعروبة والإسلام و الحضارة الإنسانية ذات القيم و المقاييس و المعايير .
ولكننا احتراما "لبيتنا" و "بئتنا "سنؤجل النقائض. و يظل لبنان الرسالة الحضارية الخالدة برسل ثقافته الراقية و مدارسه العالية كجباله الشماء و مهاجريه الذين سطروا أسفار الخلود للأمة ، بلدا شقيقا عزيزا يمثله محمد يوسف مقلد أول مشرقي يؤلف عن أرض البيضان ويقول فيها رحمه الله سنة1945، ما كان يجب أن يعلمه أبوفاعور:

للضاد في إفريقيا راية *** خفاقة رفافة عاليه
يرفعُها العُرْب بنو عمنا *** البيضانُ أهل الهمة الساميه
إن الذَّكا كل الذكا كائنٌ *** تالله بين النهر و الساقيه(#

) و في هذا الجو الرائع الذي نستقبل فيه القمة العربية ، ووفاء لدين محمد يوسف مقلد أرجو من القراء أن يتجاوزوا زلة الطائي "أبي فاعور"، وبغض النظر عن المواقف من هذا و ذاك و من القمة وجدول أعمالها و قضايا الأمة، فأهل هذا البيت البالغة مساحته مليونا ونصف المليون كيلومترمربع الذين يُعَدُّونَ بأحلاهم و حلومهم و سعة أخلاقهم و كرمهم الأسطوري و سماحة دينهم ،الأغنياء بعفتهم ونبلهم المتوارث و ثرواتهم الطائلة فعلا ،لا بعدد نسماته ، و إن سَمَتْ ، يَــفتحون قلوبهم و بيوتهم و عقولهم للقمة وكل العرب ولسان حالهم كمقالهم يقول :

(قدْ)علمنا مجيئكم ففرشنا ** مهج القلب أو سواد العيون
وجعلنا بين الجفون طريقا ** ليكون المرور بين الجفون 

 

 ناجي محمد الإمام