الذكرى الثالثة لرحيل التلميدي بن عبد الله

رجل ليس كالرجال... رجل أتى الخير من جميع أبوابه... صديقية ومحبة أبي بكر رضي الله عنه... قوة عمر الفاروق ومواقفه لله عز وجل... إنفاق عثمان وصلاته آناء الليل بالقرآن.. سخاء علي رضي الله عنه وفهمه المتفرد وعلومه ومعارفه في الله...
ليتنا نرفع رؤوسنا وننهض هممنا الخاملة الخامدة لنتنور ونستلهم ونقتبس ونهتدي من هذا النموذج المتميز المتفرد في الصدق والإخلاص والبذل والاستماتة والجهاد في نصرة الحق...
رجل قال لسان حاله بجلاء: "فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون"... أبصر ما لم يبصره الآخرون... قوة يقين باهرة تحدوها مزون محبة مربحة لم تبق فيه تعلقا بغير الله تعالى.. لم تبق فيه بقية لنفس أو حظوظ.. لم تبق فيه تعلقا بأهل ولا ولد.. لم تبق له صديقا في غير الحق وخدمته.. لم تبق في يديه ما نَمَّى من مال وتجارة حتى رَقَّ لهُ قدوته وقائده ومربيه ومرقيه في هذه المعالي الربانية الحقانية، شيخ الإسلام، الشيخ ابراهيم: استبق لي عندك ما تخدمني به...
كان حاله حال الذين قالوا ربنا الله في أعلى مقامات الصديقية العظمى ، ثم استقام على مراقبة تلك الحضرات التي تيقنها ولم يلتبس عليه اتصافها بإمدادها ولا إمدادها باستمدادها... عاش قلبه يدور بين تلك الصفات العليا والأسماء الحسنى والتعلق بالله الأسمى... كانت تحركاته وما ظهر من أحواله لغيره في خدمة الدين بركات سرائره... كانت هذه السرائر قوية ممدودة بمدد ختم الولاية وكانت علية الاستمداد بحضرة الخلافة وكانت متصفة بقرآن الرسالة وبحب صاحبها عليه الصلاة والسلام.. كان يختبر سرائره ويبتليها ويوطنها مواطن التحقيق والقرب من المحبوب، كان يستعد ليوم تبلى السرائر.. كان ذا قوة يقين وناصر للحق بالحق، ترقت روحه الطيبة الطاهرة في معارج السفر الأزلي التي عرفتها في الرخاء، فعرفته في الشدة في روح وريحان وجنة نعيم، يوم 14 أغسطس 2019م الموافق 1440 هجرية على صاحبها أزكى الصلاة والتسليم...
فمن لنا بفتيان صدق تسجد أسرارهم وأرواحهم وأشباحهم وقلوبهم سجودا مطلقا على هذا النهج... ؟ هل ما زال في الدنيا من يصبوا إلى أن يكون من رجال الله العظام الكبار، أمثال راحلنا التلميدي بن عبد الله ورعيله الأول الذين طافت قلوبهم بكعبة الحق طوافا أبديا أزليا، عاشوا فيه وراحوا فيه
هل من مترشح يحدوه الصدق والشوق إلى انتهاج نهج الملإ الأعلى ليشق بعزيمته وهمته ملاحم فتن الدنيا المزدحمة وظلامها المتكدس المركوم اليوم، المُعْمِي للقلوب والمسخر للنفوس والساتر للبصائر
من يأخذ راية النصر التي كان يرفعها التلميدي بيديه ورباطه ودفاعه ويقينه وإنفاقه واستعلائه على الباطل ... راية إعلاء كلمة الله.. بذل العمر والمال والنفس والنفيس لتكون إذن كلمة الله هي العليا.. وكلمة الباطل هي السفلى...
اللهم اعط التلميدي ما تمنى وما طلب، وأبق فينا سره ومعنا بركته وامدد من يقينه يقيننا ومن صدقه صدقنا ومن إنفاقه إنفاقنا ومن قوته وصلابته في الدين قوتنا وصلابتنا ومن نصره للحق نصرنا له، ومن محبته محبتنا ومن تلاوته تلاوتنا ومن صلاته صلاتنا ومن معرفته معرفتنا ومن خدماته خدماتنا، واسلك بنا نهجه في الظاهر والباطن وباطن الباطن، وأنر لنا طريق الحق بهديه ورشده وقيادته واسلك بنا فيها إلى الله أحياء وأمواتا في البرزخ ويوم اللقاء وفي عليين معه ومع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين.
#شبكة_تراث_الفيضة_التجانية
#سيد_محمد_بن_محمد_العاقب