حادثة المطار النجاح بنت محمذفال

كشفت حادثة المطار وقبلها حادثة الشاب طلحة واثناء ذلك حوادث " تفيريت "عن خلل بنيوي لدي افراد الشرطة وغيرهم من قوى الامن ..
يتعلق بضعف التكوين المهني
من جهة ومن ذلك عدم التمييز بين التعاطي مع عمليات حفظ النظام في الظروف الاستثنائية وغيرها من ضوابط العمل
لقد كانت حادثة الشاب طلحة قبل عامين مأساوية تعكس الاستهتار بالسلطة الامنية التي يمنحها القانون لرجل الامن وتوظيفها واستغلالها لمآرب ذاتية تنمي الضغينة وتتلاعب بهيبة الدولة ..
ثم جاءت حوادث " تفيريت " لتعكس مدي الخصومة بين مفهوم المواطنة و رجل الأمن فتم الإفراط في العنف من قبل الدرك دون وجود أسباب لذلك حيث كان الاحتجاج سلميا تغيب فيه أدوات العنف .
تاتي حادثة اامطار لتعكس خلللا بنيويا بمقتضاه يغيب تحديد معيار من يحق لهم الولوج إلى " قاعة الشرف" لتنتهي الحكاية بشتم مواطن من قبل من هو اصلا ما وجد إلا لحمايته مهما كانت حالته غني فقير …
وهنا المعضلة اي ان رجل الامن لديه هاجس خصومة مع المواطن ! لا ادري هل تقدم دروس عن هذه الخصومة بشكل منهجي أم ان لها رواسب لا افهمها ولا اتقبلها ..
ارفض شتم المواطن ايا كان من رجل الامن
وأذكر بأن رجل الأمن وجد ليمنع السباب
ويعاقب عليه غيره فكيف بنا أن نقبل أن يكون هو الفاعل ؟
واذكر ايضا بان الاذية كانت هي عقاب الزاني
قبل أن ينسخ ذلك الحكم بآية الجلد :
(واللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا ۖ فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)
وأذكر بأن الزمن الذي كان فيه العامل يمارس
الاذية ضد مستخدمة في غياب ردة فعل مباشرة من المستخدم قد ولى ، وهو ناتج عن وضع طبقي لم يعد له مكان بين ظهرانينا ..
ذلك أنه لم يكن مقبولا لدى البعض مشاركة بعض الطبقات في الحروب البينية وفي المقابل يسمح لهم بالتظلم ويسمي 'اذرافة " وهي خاصة بالعلاقة بين الأرقاء واسيادهم ، كنوع من التظلم المباشر ضد مستخدميهم وعلى ذلك الأساس فهي نوع من الشعور بالدونية من قبل الرقيق الذي يشعر بأنه ممنوع من حق الدفاع الذي يكفل نوعا من الثقة بالنفس يفتقده الذين يحرمون من هذا الحق وهو إلي جانب ذلك شعور بالتعالي من قبل من يشعر بأنه قادر على فعل ما تورع عنه .
هذه الرواسب ستظل تغرقنا بالحنين إلي راسية ما قبل الدولة
وأعتقد أن غياب تكوين أمني يخضع لترسيخ مفهوم المواطنة قبل مفهوم المواجهة قد يكون السبب ..
فرجال الأمن في الغالب يتنامى لديهم الشعور بالمواجهة مع المواطن قبل مفهوم المواطنة وحماية المواطن ومع ذلك يتحدث البعض عن هيبة الدولة ! ماهي الدولة إن لم تكن كرامة المواطن فيها مصانة ؟
وماهو رجل الامن حين يغدو بلا مواطنين ؟
وأعتقد أن سؤالا آخر يبقى مطروحا ما هو المواطن بدون أخيه رجل الأمن ؟
لابد من إحضار العلاقة بين المواطن ورجل الأمن في المناهج المدرسية بشكل منهجي دقيق ..
ولا مفر من تكوين رجل الامن علي اساس انه
مواطن
رجل الأمن ليست له خصومة مع المواطن وإنما خصومته مع المجرمين .. وليس كل مواطن مجرم .