كتاب "الدبلوماسية: قواعد و ممارسات" في معرض الشارقة الدولي للسفير السابق بلاه ولد مكية

تقديم وتوقيع كتاب "الدبلوماسية: قواعد و ممارسات" في معرض الشارقة الدولي للكاتب بدولة الامارات العربية المتحدة.
الكتاب صدر في شهر سبتمبر الماضي بصفة متزامنة عن دار الروافد الثقافية في بيروت، ودار الأمة للطباعة والنشر والتوزيع في مصر.
تعد الدبلوماسية احد الفروع الأساسية لعلم العلاقات الدولية، بشكل خاص والعلوم السياسية بشكل عام، ونظرا لتشعب موضوع الدبلوماسية وتنوعه وارتباطه بموضوعات اخرى ذات صلة مثل القانون الدولي العام والخاص، والقانون الدولي الإنساني، والسياسة الدولية والسياسة الخارجية، لذا، كان لا بد من تأكيد الصفات المميزة للدبلوماسية بمفاهيمها واحكامها وممارساتها‎ ‎بوصفها‎ ‎علما‎ ‎قائما‎ ‎بذاته‎ ‎مستقلا‎ ‎عن‎ ‎بقية‎ ‎العلوم‎ ‎الأخرى،‎ ‎ولكنه‎ ‎في‎ ‎الوقت‎ ‎ذاته‎ ‎مرتبط‎ ‎بها‎ ‎بعلاقات‎ ‎جدلية‎ ‎كارتباط‎ الجزء‎ ‎بالكل‎. ‎وقد‎ ‎أولت‎ ‎الدول‎ ‎المتطورة‎ ‎مزيدا‎ ‎من‎ ‎الاهتمام‎ ‎بموضوع‎ ‎الدبلوماسية‎ ‎بوصفها‎ ‎علما مستقلا،‎ ‎فأنشأت‎ ‎العديد‎ ‎من‎ ‎المعاهد‎ ‎والمراكز‎ ‎العلمية‎والأكاديميات الخاصة بها، ‎وأصبحت‎ ‎الدبلوماسية‎ ‎من‎ ‎الموضوعات‎ ‎العلمية‎ ‎التي‎ ‎تدرس‎ ‎في‎ ‎أغلب‎ ‎الجامعات،‎ ‎خاصة‎ ‎في‎ ‎كليات‎ ‎العلوم‎ ‎السياسية‎ ‎والقانونية‎ ‎والإعلامية‎.‎‏
وفي هذا السياق، يأتي الجهد الأكاديمي المتميز الذي قام د. بولاه ولد شغالي ولد مكيه، من خلال وضع مؤلف جامع يحيط بالموضوع من جميع جوانبه، وهي مهمة أكاديمية وتعليمية شاقة بلا شك، تتطلب مؤهلات و قدرات خاصة.. وقد اطلع بها بكل جدارة د. بولاه ولد مكيه، وهو أحد أساطين أساتذة القانون والعلاقاتوالدولية، الرواد في جامعة أنواكشوط إلى جانب تكوينه الأصلي في المحاماة بفرنسا.
لكن ما يميز أكثر أستاذ القانون هو أنه قد أمضى أكثر من خمسة عشر سنة سفيرا لموربتانيا في السودان والأردن، وبلجيكا، ومصر، وروسيا، والجزائر قبل أن يتقاعد منذ سنتين.. وقد خرج المؤلف من تلك المسيرة بتجربة مكثفة في حقل الممارسة الدبلوماسية على مستوى الميدان، إلى جانب معرفته العميقة بالقانون والقانون الدولي والمحاماة.. وهي روافد معرفية نظرية وتطبيقية مكنته من وضع هذا الكتاب الهام الذي سيشكل إضافة نوعية حقيقية في حقل معرفي وتطبيقي تندر فيه المراجع ويقل فيه المؤلفون في بلادنا بشكل خاص.
ولعل معالي الوزير والسفير السابق بولاه، - من خلال تأليفه لهذا الكتاب الهام "الدبلوماسية: قواعد و ممارسات"- يسير على خطى عمالقة المتخصصين في العلاقات الدولية الذين استطاعوا الوصول إلى مراكز القرار السياسي من خلال الوزارة والسفارة، من أمثال شيخ الدبلوماسيين د. هانري كيسينجر، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، وكتابه العمدة في "الدبلوماسية"..