فتاة مزارعة جميلة تنقذ نفسها ووالدها من السجن بحيلة ذكية

يحكى أنه في احدى القرى الصغيرة، كان هناك مزارع غير محظوظ  بسبب اقتراضه مبلغا كبيرا من المال

من أحد الاغنياء في القرية. التاجر الغني هذا كان رجلا أنانيا  قبيح الشكل ، وقد أعجب ببنت المزارع الفاتنة فقرر سرا أن يتزوجها مهما كلفه الامر ، لذا قدم الى والدها عرضا بمقايضة ابنته بالدين الذي عليه  ,قال للمزارع : بأنه  سيعفيه من القرض إذا زوجه ابنته.  ارتاع المزارع وابنته من هذا العرض، عندئذ اقترح التاجر الماكر أن يتحدث بهذا الامر أمام أهل القرية جميعا حتى لا يُقال إنه ظلمه.
وعندما اجتمعوا أخبرهم بالموضوع وقال بأنه سيضع حصاتين واحدة سوداء   والأخرى بيضاء في كيس النقود، وعلى الفتاة التقاط احدى الحصاتين .

1. إذا التقطت الحصاة السوداء، تصبح زوجته و يتنازل عن دين أبيها
2. إذا التقطت الحصاة البيضاء، لا تتزوجه وسيتنازل عن قرض أبيها
3. إذا رفضت التقاط أي حصاة، سيسجن والدها.

كان الجميع واقفين على ممر مليء بأشكال وألوان الحصى في أرض المزارع، وحينما كان النقاش جاريا، انحنى  صاحب المال ليلتقط حصاتين دون أن يلاحظه احد , لكن الفتاة كانت ذكية وحادة البصر فانتبهت الى أن الرجل التقط حصاتين سوداوين ووضعهما معا في الكيس ,ثم طلب من الفتاة التقاط حصاة من الكيس .

الآن تخيل أنك كنت تقف هناك ، بماذا ستنصح الفتاة !

إذا حللنا الموقف بعناية سنستنتج الاحتمالات التالية :

1. سترفض الفتاة التقاط الحصاة لأنها تعلم أنهما سوداوين وفي كلتا الحالتين ستتزوج الرجل اذا قامت بالتقاط أي منهما.
3. يجب على الفتاة إظهار وجود حصاتين سوداوين في كيس النقود و بيان أن مقرض المال رجل غشاش وهذا لن يحل مشكلة والدها الذي أغرقه التاجر في الدين.
3. تلتقط الفتاة الحصاة السوداء و تضحي بنفسها لتنقذ أباها من الدين والسجن .

تأمل لحظة في هذه الحكاية، حتى نُقدر الفرق بين التفكير السطحي  والتفكير المنطقي السليم في الاوقات الصعبة. 

إن ورطة هذه الفتاة لا يمكن الإفلات منها إذا استخدمنا التفكير المنطقي الاعتيادي.

فكر بالنتائج التي ستحدث إذا اختارت الفتاة إجابة الأسئلة المنطقية في الأعلى .

مرة أخرى، ماذا ستنصح الفتاة ؟

حسنا ! اسمع ما فعلته الفتاة :
أدخلت الفتاة يدها في كيس النقود و سحبت منه حصاة و بدون أن تفتح يدها وتنظر إلى لونها تعثرت عن قصد وأسقطت الحصاة من يدها في الممر المملوء بالحصى  الملون ، و بذلك لا يمكن الجزم بلون الحصاة التي التقطتها الفتاة .
وبما أن الحصاة قد سقطت من يد الفتاة فإن على الحاضرين  فتح الكيس ليشاهدوا الحصاة الباقية وعندئذ سيعرف الجميع لون الحصاة التي التقطتها , هكذا قالت الفتاة في نفسها وفكرت.

و بما أن الحصاة المتبقية سوداء، فإن الجميع  عرف بأنها التقطت الحصاة البيضاء , و بما أن مقرض المال لن يجرؤ على فضح نفسه وعدم أمانته أمام أهل القرية فقد أسقط الدين عن والدها وتخلصت من الزواج به.

العــبرة  من القصة:

أن هناك حلا لأعقد المشاكل، و لكننا لا نحاول التفكير , اعمل بذكاء وتَرَوٍّ ولا تعمل بشكل متسرع ,وسوف تجد الحلول دائما.