المواعيد المهدرة إلى متى؟

تعيش الدولة و المجتمع على السواء أزمات كثيرة بسبب التلاعب بالألفاظ و عدم الالتزام بالتعهدات و عبثية المواعيد.

و على مستوى مجتمعي الخاص خالطت الكثير من أهلي فما وجدت أصدق فى وعده من رجلين،أحدهما رحمه الله توفاه الله،أحمد ولد سيد أحمد ولد الطايع،و الثانى أرجو الله ان يمد فى عمره مع العافية،محمد لمين ولد عبد الله ولد نويكظ.

كما خالطت أهل المخزن فما وجدت أصدق وعدا من محمد ولد بمب ولد مكت، حفظه الله و رعاه.

الصدق نادر فى هذا الزمان و أهله قلة تحرص على التزاماتها و تحذر من التلاعب بالألفاظ،و يحرص الصادقون على قلة التعهدات،عسى أن يتمكنوا من إنجازها،وفقهم الله.

و رغم أن ولي الأمر الحالي،صاحب الفخامة،محمد ولد الشيخ الغزوانى يدعو حكومته باستمرار لتقريب الإدارة من المواطن،إلا أنها تعانى من الأبواب الموصدة و المواعيد العسلية الكاذبة المهدرة،و البعض للأسف لا يستحى، فيقذف بالكلم و الوعد دون متابعة أو حرص على التنفيذ،رغم وجود البعض فى المقابل يسعى للوقوف عند بعض تعهداته،لكن البعض على الصعيد الرسمي و الشعبي على السواء،أصبح يمتهن تكرار المواعيد و نسج الأكاذيب،دون حرج أو خجل،و مما ورث الناس من كلام النبوة"إذا لم تستحى فاصنع ما شئت".

لقد ضاع الكثير من الوقت و الحقوق،بسبب خلف الناس للوعود و استهتارهم بالالتزامات،فإلى متى لا ننتبه لما نتلفظ به؟!.

و فى الحقيقة لن تنسج العلاقات المجتمعية إلا بالوفاء و لن تنجح المشاريع و التعهدات الحكومية إلا بالصدق و الاحترام الصارم للعهود و المواعيد المتكررة المؤكدة.

و إذا كانت بعض الأبواب الحكومية موصدة و الكثير من المسؤولين لا يرد على الهاتف، و إن حظيت بلقاء أحدهم و وعدك يخلفك،فكيف للعمل الحكومي أن ينجح و يثمر،على وجه الحقيقة،بعيدا من الدعابات الشعبوية الفارغة؟!.

و أما مجرد التمهيد و التحضير العمودي للحوار فقد يساهم،لكنه قطعا لا يكفى،فالأسبوع الجارى تم الكشف عن عدة تعيينات فى الرئاسة و الو زارة الأولى و مجلس الوزراء،لكن الأهم المشاريع التنموية و العمل على مكافحة الغلاء و الفساء و الغبن و رد الاعتبار لبعض الأطر المتوسطين،الذين سجنوا و أقيلوا أيضا من وظائفهم بسبب بعض الآراء النقدية ،و فى المقابل تم تعيين من أدانتهم أعلى الهيآت الرقابية القضائية!.

و باختصار ينبغى أن يترافق التحضير الأفقي مع التحضير العمودي للحوار،فإعادة الاعتبار للرؤوس ،فى نظركم، مهم لكن إنصاف غيرهم أهم،و هم ضحايا التسويف،و مع ما تعيشه ساحة الصحافة و حرية التعبير من متابعة زائدة مرهقة!.

الإنصاف ضروري و ملح.فقد يساهم تعيين بعض الأعيان فى الاستقرار السياسي،حسب تصور البعض، لكن إقالة الآخرين بسبب بعض الإراء مقابل تعيين بعض المدانين بشأن التسيير المالي أمر فى غاية الغرابة،مع ما تعيشه ساحة حرية التعبير و حرية الصحافة من تدقيق فى الأخطاء و الهفوات.

صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزوانى نهجكم فى التهدئة أولى و لتعلموا أن بعض المسؤولين أرهقوا الناس بالمواعيد الفارغة المهدرة،فأوصوهم بالصدق أو استبدلوهم بمن هم أقرب لاعتبار ألفاظهم و تعهداتهم.

لقد تعمق عدم الثقة،لدى المواطن الموريتاني،فى وعود بعض المسؤولين بسبب محض الكذب،للأسف البالغ.

و الحمد لله على مستوى وزارتنا الوصية،نحن معشر الإعلاميين،وزارة الثقافة،مازلنا نلج أبوابها بسهولة نسبيا و تنجز الالتزامات أحيانا،لكن ظاهرة التسويف و الوعود الفارغة تكاد تشمل أغلب المرافق الحكومية،و لوكانت متفاوتة.

بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن