
في وقتٍ يعيش فيه أهل غزة واحدة من أبشع صور الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث، حيث تتساقط أجساد الأطفال تحت الأنقاض، وتتحول المستشفيات إلى مقابر، والنساء يُذبحن تحت الحصار، نجد الشعب الموريتاني -إلا من رحم ربي- غارقًا في عالم من الغفلة التجاهل المروع .
أيّ ضميرٍ يحتمل أن نرقص ونغنّي وننظم الحفلات بينما دماء الأبرياء لم تجف بعد !
أيّ وعيٍ أخلاقيّ يبرّر الولائم الباذخة والاستعراضات الاجتماعية المترفة الوقحة فيما أطفال فلسطين يقتاتون على التراب؟ هذه ليست فقط مظاهر لا أخلاقية، بل هي مشاركة غير مباشرة في الجريمة، بصمتنا وتخاذلنا وانشغالنا بـالسهل الرخيص من الحياة.
.مسؤولية الدولة– لا يليق بالجمهورية الإسلامية الموريتانية أن تتخذ موقف المتفرج؛ كان الأجدر بها إعلان الحداد الرسمي، وإلغاء المناسبات العامة والفنية والاحتفالية.
– من واجبها إصدار توجيهات صارمة تحظر البذخ الظاهر في الأماكن العامة خلال هذه المرحلة السوداء من تاريخ الأمة.
مسؤولية المجتمع
يجب على العلماء والأئمة والدعاة والمثقفين إطلاق حملة وعي تُحرّك الضمائر.يتعيّن على الأسر والأفراد تبسيط الحفلات أو تأجيلها، أو على الأقل، تحويلها إلى مناسبات دعاء ونصرة.
مقترحات عملية
1. قرار رسمي بحظر إقامة الحفلات العامة والخاصة الموسيقية طوال مدة العدوان
2. إنشاء صندوق وطني لدعم غزة لصالح الضحايا
تنظيم مسيرات أسبوعية رمزية تذكّر بالموقف الوطني من القضية الفلسطينيي
التاريخ لا يرحم ولن يغفر لنا هذا الصمت المميت ؛ الشعوب تقاس بمواقفها في أوقات المآسي لا في لحظات الراحة.
غزة تنزف... فهل من حيٍّ فينا؟
السيد ولد الغيلاني