الاسناد الاعلامى والسياسى لرئيس الجمهورية

الإسناد السياسي والإعلامي لمشروع فخامة الرئيس أمر ضروري قطعا وكسائر مشاريع الحكم في العالم، وهو واجب أخلاقي وأدبي على كل الداعمين، فذلك مقتضى الانتماء والولاء الصادق.
لكن هذا الإسناد يجب أن يكون جديا وفاعلا ومقنعا يتبنى المنطقية والعقل والإنصاف، ويحمل الهم الوطني الكبير، مشحونا بالقيم الخلقية، مبتعدا عن التملق الفج والتحامل الطائش، مُغَلّبا لغة الوئام على لغة الخصام، بعيدا عن الارتهان لمسلكيات الماضي، التي أضفت الكثير من عدم الجدية على طبيعة الدعم والإسناد السياسي للأنظمة.
الاستعداد السياسي والإعلامي مهم جدا، لكن الأهم هو حسن استخدام هذا الاستعداد، والكثير من بُذور الماضي لا تقبلها أرضية الحاضر، فالإعلام لم يعد إرسالا إنشائيا فقط، وإنما هو كشكول من الجمع البياني، والتصميمات ولگرافيك، والومضات المختصرة، الصالحة للنشر عبر جميع وسائط التواصل، والتحليل العلمى، مما يُقدم المكتسبات بشكل جلي، ليكون ذلك منطلقا مكينا وحججا دامغة تدعم الخطابات الإنشائية، حين تُقدم خلالها.
إن العمل السياسي والإعلامي اليوم -لكي يكون له تأثيرُه المَرجُو- يحتاج قدرا كبيرا من الذكاء، وحشد التخصصات الاتصالية والنفسية القارئة لنفسيات الجمهور المستهدف، والفنية المُبدعة في التصاميم، وأنواع لگرافيك، لتكْوِين مادة صادقةٍ وجذابة، مدعومة بالأرقام والمقارنات الواضحة، واللمسات الجمالية الأخَّاذة، لتُشكّلَ هذه المادةُ عُدَّةً صلبةً ومُقنعةً، يتمُّ بها تزويدُ الكُتاب والمدونين والتيكتوكْرات الموالين للنظام، وكذا المواقع والصفحات المستقلة، على أن يكون هذا عملا مخططا ومُنسّقا ومُحَدَّدَ المسؤوليات، في مساراتِ ومراحلِ (التصوّر وإنتاج الأفكار - رصد الاتجاهات اليومية لوسائل التواصل من خلال "اترينداتْ" والظواهر والإشاعات، واتخاذ الإجراء المناسب في كل ذلك، توجيها، أو رَدًّا، أو دعما، أو تجاهُلًا - جمع البيانات المتعلقة بالإنجازات وتحليلها في كل قطاع - التحرير، وإنتاج القصص الصحفية- المونتاج، والتصاميم، والفيديوهات واللقطات القصيرة - تقديم الاستشارة للدوائر العمومية في مجال التفاعُل الإعلامي، تجَنُّبًا لبعض الأخطاء التفاعُلِية)
إن السياسة والإعلام صِنوان لا يفترقان، وإن التوجُّهَ نحو الإعلام البديل، إعلام المشاركة والمطارحة والتفاعل والتعليق، يحتاج قدرا كبيرا من التخطيط الميداني المتفاعل.
أعرف أن التلفزة والإذاعة والوكالة كلها تقوم بأدوار مهمة في هذا السياق، وأُحِسُّ بالنفَس الإعلامي التصاعُدِي للمكتب الإعلامي للرئاسة.
لكنّ ما أعنيه هنا هو عملٌ تكامُلِي مُتعدِّد الأقطاب، يُنتَجُ بأدمغَةٍ باردَة، تتميز بالخبرة وتنَوُّعِ المُدْخلات التخَصُّصية والتكوينية، وتستحضر استحقاقَ المواطن لاستبيانِ ما تمَّ لصالحِه بصدق.
وهو عملٌ إن تَمَّ بصيغة علمية، ونزاهةٍ إدارية تمنع النباتات الضارّة من النمو في أكنافه، سيكون له أثرٌ بالغٌ، في تقديم الصورة الواقعية للجهد، وتفنيد الإشاعات والأكاذيب بسلاسة وإقناع، وقيادة المشهد في الإعلام البديل.
فلْنَفهم.

الولي طه