غوتيريش: تقدم إفريقيا يعرقله نظام مالي عفا عليه الزمن وغير عادل

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن إفريقيا على الرغم من امتلاكها لموارد هائلة، فإن "تقدمها يعرقله نظام مالي عالمي عفا عليه الزمن وغير عادل".

وشدد غوتيريش خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمود علي يوسف في مدينة نيويورك على ضرورة إعطاء الأولوية لإفريقيا، وحث العالم على عدم التخلي عن القارة "التي تعد موطنا لما يقرب من خُمس البشرية، وتحظى بإمكانات عظيمة للغاية".

وأردف أنه حان الوقت لإصلاح البنية المالية العالمية، حتى تعكس عالم اليوم، وتخدم احتياجات البلدان النامية بشكل أفضل، وخاصة في إفريقيا.

وأكد غوتيريش أن القيادة الإفريقية ساعدت في تأمين "التزام إشبيلية"، وهو اتفاق توصلت إليه الدول الأعضاء هذا العام، ويتضمن خطوات لدفع قضايا مثل تخفيف أعباء الديون، وخفض تكاليف الاقتراض.

وتعهد الأمين العام للأمم المتحدة بحث مجموعة العشرين للدول الصناعية "على قيادة هذه الإصلاحات التي طال انتظارها" عندما يحضر قمتهم في جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا، في وقت لاحق من هذا الشهر.

وذكر الأمين العام للأمن المتحدة بأن ميثاق المستقبل الذي اعتمدته الدول الأعضاء العام الماضي دعا إلى حصول إفريقيا على مقاعد دائمة في مجلس الأمن، "لتصحيح الظلم الذي لا يطاق الذي تواجهه القارة الإفريقية مرة واحدة وإلى الأبد".

وطالب غوتيريش بالانتقال إلى الاستثمار في السلام، مجددا دعمه الكامل لمبادرة إسكات البنادق، مشددا على أنه "حان الوقت الآن. فاليوم، إفريقيا هي موطن للكثير من النزاعات والكثير من المعاناة".

وعبر غوتيريش عن قلقه البالغ إزاء التقارير الأخيرة عن الفظائع الجماعية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في الفاشر وتفاقم العنف في كردفان، مردفا أنه يجب وقف تدفق الأسلحة والمقاتلين من الأطراف الخارجية، ويجب أن يصل تدفق المساعدات الإنسانية بسرعة إلى المدنيين المحتاجين، ويجب أن تتوقف الأعمال العدائية.

وأبدى الأمين العام انزعاجه إزاء تزايد انعدام الأمن في منطقة الساحل، وسلط الضوء على حالات أخرى في جميع أنحاء القارة، بما فيها مالي وجنوب السودان والصومال وليبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

وقال غوتيريش إن التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي بات أقوى وأكثر ضرورة من أي وقت مضى، مردفا أن "عالمنا يعيش حالة اضطراب، تهزه الصراعات المميتة، واتساع أوجه عدم المساواة، وفوضى المناخ، والتكنولوجيات الجامحة. وتأثير ذلك يُشعَر به بعمق في القارة الإفريقية".

وتحدث الأمين العام عن عمل الطرفين بشكل وثيق على برامج السلام الرئيسية، بما في ذلك جهود الاتحاد الإفريقي لإسكات البنادق بحلول عام 2030، وهما الآن "منخرطان بشكل كبير" في تعزيز العدالة المناخية وتحول الطاقة.

رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، محمود علي يوسف سلط الضوء على الالتزام بالعمل مع جميع الأطراف وأصحاب المصلحة في الأمم المتحدة بشأن إصلاح مجلس الأمن، مؤكدا أن "هذه الإصلاحات هي بالفعل ذات أهمية قصوى وستؤدي في النهاية إلى تعزيز النظام متعدد الأطراف".

وجاءت تصريحات غوتيريش ومحمود علي يوسف في مؤتمر صحفي مشترك في ختام المؤتمر التاسع بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، وركزت المباحثات رفيعة المستوى خلال المؤتمر على التقدم المحرز في تنفيذ أطر التعاون، وكذلك على العمل المشترك والتحديات في مجالات السلام والأمن والتنمية وحقوق الإنسان والعمل المناخي.

وتواجه المنظمتان – وفق إيجاز من الأمم المتحدة - ضغوطات مالية و"تحتاجان إلى تكييف إجراءاتهما وبرامجهما مع الواقع الجديد"، كما يتعين عليهما أيضا الاستمرار في دعم عمليات السلام، ومكافحة الإرهاب، ومنع النزاعات وحلها، وتركيز معظم جهودهما على الشؤون الإنسانية
المصدر الأخبار