
بينما كانت امرأة عجوز ضعيفة تقف قرب أغراضٍ لها على قارعة الطريق لأنها عاجزة عن حملها, في يوم شديد الحرارة
وفي وقت الظهيرة.
وكانت هذه المرأة العجوز تنتظر من يساعدها على حمل هذه الأغراض أو يحمل عنها بعضا منها , حيث أتعبتها وأجهدتها , لكنها لاحظت أن الناس لا يلتفتون لها ولا يعيرونها أي اهتمام ,
نظراً لأنهم متعبون ولا يريدون أن يزيدوا تعبهم.
وفي هذه الاثناء ــ وحرارة الشمس تزداد سخونة , اقترب منها رجل وطلب منها أن ترشده الى بيتها ثم حمَل عنها الأغراض جميعا وسار معها بهدوء تمشيا مع خطواتها البطيئة المتثاقلة.
وقد سعدت هذه المرأة العجوز كثيراً من نبل هذا الرجل وخُلقه ومروءته , وتأهبه للمساعدة , ولم تعرف كيف تشكره على صنيعه , وفجأة خطر في بالها أمر فقالت له :
أنا ليس لدي ما أعطيك إياه جراء حسن صنيعك معي يا ولدي
ويبدو لي أنك رجل غريب لأنني لم أعرفك , ولكن يمكنني أن أقدم لك نصيحة تفيدك وتمنعك من أشرار مكة.
وتابعت كلامها قائلة :
نصيحتي لك أن تحذر من هذا الرجل المسمى " محمد بن عبد الله "
فهو يفتن الناس عن دينها ودين آبائها ويسحرهم فخُذ حذرك منه وابتعد عنه واتقي شره.
وبعد رحلة طويلة وشاقة في وقت شديد الحرارة صلت المرأة إلى حيث تقيم , وأنزل الرجل أغراضها عن كاهله.
شكرته المرأة على صنيعه وسألته : ما اسمك يا ابني ؟
قال لها مبتسماً اسمي : محمد بن عبد الله.
فأصابت المرأة الدهشة ..وقالت : أأنت هو ؟
قال لها: نعم أنا هو .
فقالت المرأة العجوز : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك يا محمد رسول الله .
هكذا هو ديننا , دين الرحمة والرأفة , الرحمة بالصغار والكبار والرأفة بهم مهما كان اختلافنا معهم.
ان الاسلام دين التسامح مع الجاهل ووعظ الناس بالتي هي أحسن
فالحمد لله الذي بعث فينا رسوله يعلمنا الخُلق الفضيل والسلوك النبيل , عليه الصلاة والسلام.