ساسة منافقون

 

تعددت القراءات واختلفت التوجهات حول البواعث و الخلفيات المتحكمة في السلوك الانساني ،   ورغم ذلك فان ثمة توجها عاما يكاد ينطبق على الانسان من حيث هو انسان ،   إنه حب الذات والالتصاق بكل ما يحيل اليها ويرتبط بها.
 نحن لا ننفي صلات القربى ووشائج الرحم  بين السياسة والاقتصاد ، ولكن اذا زاد الشيء على حده انقلب الى ضده.  ( ولقد أبيت على الطوى وأظله حتى انال به ...) ( لا تسقيني ماء الحياة بذلة .....) 
واعتقد ان هذا التعلق بالذات ومصالحها الضيقة هو ما  يشكل ضغطا كبيرا على مثقفينا ونخبتنا السياسية حيث تضحي بكل حمولتها الفكرية والروحية والاخلاقية في سبيل حماية مصالحها وامتيازاتها الخاصة ، بل ان الأدهى والأمر من ذلك انها  تستغل امكاناتها المهاراتية والألسنية  في التلاعب بمصالح الوطن وخداع الرأي العام من خلال التحالف والتصفيق الأعمى لكل الأنظمة المتعاقبة مهما كان أداؤها  ولهذه النخبة قدرة فائقة على تبديل جلودها وقدودها بين الفينة والاخرى . و يبدو ان معظم القادة العرب تتلمذوا على نحو ما من الانحاء على مكيافيلي في نصائحه للامير حيث يقول له ( احتفظ بأكبر عدد من المنافقين إلى جوارك وشجعهم على ان يتمترسوا على أفعال النفاق والمداهنة ....سيباهون بحكمتك حتى ولو كنت من أكبر الحمقى، ويضعون الف فلسفة لاقوالك التافهة ، وسيعملون بكل همة على تبرير احكامك العشوائية  ويعظمون ملكك كلما امعنت في الظلم وبالغت في الجباية ....سيبيعونك في لحظة لمن يدفع أكثر ويقدمون فروض الطاعة والولاء لمن يأتي بعدك ، دون لحظة أسف على رحيلك ) 
 هل اخد قادتنا ما عند مكيافلي في وعظه السياسي ام زادوا عليه من عندياتهم  ؟
الحكم لك عزيزي القارىء
ان المواطنة هنا لعنة وعار !!
والسياسة هنا اتقان للمراوغة، واجادة للمكايدة وامعان في إقصاء الآخر ، وتفرد بالفريسة.
والتعين هنا مرهون بالنياشين
والنافذين  ، لا الكفاءة تجدى ولا التجربة تنفع في هذا المنكب البرزخي .
ربما يمتاح كلاب حراسة الوضع القائم  ودعاة تأبيده  هؤلاء_ في تقيمهم لوضعنا_  من المناخات الصوفية التي صيغ خطاب المأمورية الأولى من خميرتها ( وما أوتيت من تربية ) وبذلك يعولون على خرق لسنن الكون عبر الاحوال والمواجيد ، فالاقطاب والابدال والاوتاد ، لهم خصوصياتهم ومنطق العرفان هو ان لا منطق له.
ان استفحال ظاهرة  النفاق بجميع تجلياته خطر ماثل للعيان تسري مفاعيله في معظم النخبة التي يلعب أغلبها ادوارا ارتكاسية سالبة .
لذلك دعوت سابقا ومازلت ادعو لإقامة حوار وطني او منتديات حول ظاهرة النقاق الديني ، و السياسي:  الاسباب والدواعي ، المظاهر والتجليات ، العلاج.
تصبحون على منافقين جدد.
واخيرا  احذدوا سمان القطط
سيد المختار عال _ يتواصل  46773736 بتاريخ  18*02**