شباب الثمانينات..

كان شباب مرحلتنا فى الثمانينات شبابا حيويا ناصجا وطموحا وقارئا نهما يناقش الأفكار وفى أحايين كثيرة يحصل الصدام
فيما بينهم فى إطار الاصطفاف الايديولوجى.
شباب مرحلتنا لم يكن شبابا قبليا ولا شرائحيا ولا جهويا كان شعلة من الحيوية السياسية والثقافية .
انخرط بشكل كبير فى نضال الحركات التى غصت بها سوح لثانويات والاعداديات حينها.بالاضافة الى مدارسنا التعليمية التى ننهل منها العلوم والمعرفة كانت لنا مدارس أخرى هي خلايانا الحركية السرية التى كانت تقوم على تثقيفنا وعلى تكويننا السياسى وتعليمنا القيم والمبادئ .كنا ننفذ أوامر تنظيماتنا بشغف ودون تردد بل ونعتبر ذلك التزاما تنظيميا تعلمنا منه قيمة الانضباط.
كنا مستعدين لتنفيذ ما يطلب منا ومستعدون لدفع الثمن من ذلك على سبيل المثال :الكتابة على الجدران ليلا وتوزيع المناشير السرية وقيادة المظاهرات احتجاجا على مواقف الأنظمة التى لا ترضينا ممارساتها وتسلمها.
كنا إلى جانب الشعب فى حملات التطوع خاصة فى مجال التعليم حيث ساهمنا نحن شباب الثمانينات فى حملات محو الأمية وتعليم الكبار و فى حصص دروس التقوية للمتقدمين للشهادات الإعدادية والثانوية .
لازلت اذكر حصصا مسائية لتعليم الكبار كنت أقدمها وانا فى الإعدادية لأقسام تعليم الكبار فى سوق مرصت لحموم ...
...هذا بعض من حياة شباب الثمانينات فأين أنتم يا شباب اليوم
ماذا قدمتم من غير التدوين على الصفحات والنضال عبر الوسائط ...؟
لكن للاسف ذهب نضالات شباب الثمانينات أدراج الرياح .بفعل أسباب عديدة .
فى غفلة من زمان رديئ جاءت الديمقراطية المزيفة لتقضى على زرعنا .
طغت الماديات وساد خلق جديد بممارسات وأنماط جديدة فانزاح أهل القيم والمبادئ ليهيمن الفراغ الذى أنتج الميوعة والجهل والسوقية ....الخ
Bekaye Teyah
بالفعل كانت هناك إرادة تغيير مع المحافظة علي القيم والأخلاق الفاضلة مهما كانت الاختلافات . شباب الثمانينيات راح ضحية الاندفاع في ديمقراطية قدمته