نتألَّم لِما يقاسيه اليومَ شعبُنا الموريتانيُّ من ظروف معيشية ونفسية صعبة، وما تعانيه الدولة من ضعف وارتباك، زاد من حاجتنا
إلى إصلاح سياسي ومبادرات وطنية أصيلة.
يعتبر الحوار أو التشاور سنة حميدة في التعاطي مع الشأن العام حول مختلف القضايا الوطنية سبيلا في معالجة الاختلالات الحاصلة وتصحيحها.
الأمر الذي يتطلب وضع آليات جديدة لفرض النهج الإصلاحي في التغيير والتجديد.
إن هذا التشاور أو الحوار المرتقب وإن اختلف البعض علي التسمية يأتي هذه المرة في ظروف سياسية مستقرة خاصة.
لم تكن لنا صلات بليبيا الملكية لأنها كانت تدعم المغرب ضدنا، وإن كان دعمها له في غاية السرية، وتتصرف تجاهنا تصرفاً لائقاً عند الاقتضاء. فعندما كنت والوفد المرافق لي عائدين من القاهرة إلى تونس في أكتوبر 1964، اضطررنا للتوقف مدة 24 ساعة في طرابلس. وقد استقبلنا أحد الوزراء ومدير المراسم الملكية بالمطار وأحلُّونا أفخم الفنادق في طرابلس.
من مسلمات الحياة؛ أن البلايا تجلي معادن الرجال، ليس فقط من حيث أنها تكشف معدن المبتلى بإمتحانه، وإمتحان صبره، وإنما تكشف له هو معادنَ الآخرين من حوله، وذلك حين يكون في وضع يحتاج فيه لمساعدة غيره، ولو في غير الماديات.
بينما كنت رفقة اثنين من الإخوة عائدين من إيصال أحد الاخوة لمُنطلق سفره - في بلدة لم أعهد فيها منفذا جويا، ولا مواعيد أسفار ليلية - إذ وقعنا في كمين أمني للشرطة الوطنية لم نعهده هو الآخر في المكان.